التطور الطبيعي للمبرمج: العام الثاني

السلام عليكم ورحمة الله

programming

في العام الماضي تكلمت في تدوينة عن التطور الطبيعي للمبرمج بناءً على التغييرات والأحداث التي حدثت لي والقصص التي سمعتها في ذلك العام. والآن أود أن أتكلم عن التطور الطبيعي للمبرمج حسب الأحداث والتجارب التي مررت بها في العام الماضي 2012.

من أهم السمات في العام الماضي أني مازلت أعمل كمبرمج مستقل أو كمقدم حلول مستقل وليس موظف، وكانت فرصة لأن أعمل في عدد من المشروعات والبرامج المختلفة من زوايا مختلفة، فتارة أكون مطور ومبرمج وتارة أكون مستشار في لجنة لتطبيق نظام ما، وتارة أكون مدير مشروع. وهذا يعني زيادة المهام التي يستطيع أن يقوم بها المبرمج مع تقدمه في الخبرة. كان من الممكن كما يحدث لبعض المبرمجين أن لاتزيد مهامهم، بل تتحول المهام إلى مهام أخرى، مثلاً تتحول مهمة البرمجة إلى مهام إدارية فقط، وتصبح البرمجة وتطوير البرامج من الماضي. لكن هذا لم يحدث لي، وذلك بسبب أن البرمجة هواية قبل أن تكون صنعة، بالإضافة إلى أن السودان يمر بأزمة في المطورين والمبرمجين ذوو الخبرة، حيث سافر عدد كبير منهم خلال السنوات الماضية للعمل في دول شقيقة.

الإستمرار كمبرمج ساعد كثيراً في المهام الإدارية، مثل الإستشارة والإدارة للمشروعات، حيث أن مدير المشروع إذا كانت لديه خبرة فنية مواكبة ناتجة عن خبرة يستطيع التعامل مع باقي أعضاء الفريق بطريقة أفضل ويُمكنه أن ينصحهم نصائح عملية يستفيدوا منها في تنفيذ الأنظمة المختلفة.

من الأشياء المهمة  كذلك التي حدثت هو تأليف كُتيب رحلة يوم مع لغة البرمجة جافا، وقد كتبته بعد عمل عدد من البرامج بواسطة لغة جافا، حيث أن الشغف في تعلم لغة جديدة لايقل بتقدم العمر، بل يُمكن أن يكون الطريق للتعلم أسرع، حيث يقتصر التعلم على الأداة واللغة وليس على طُرق البرمجة والخوارزميات. وبعد رحلة المبرمج لسنوات في خضم البرامج والأنظمة تكون له قدرة أكبر على الكتابة والتأليف، والتدوين أيضاً هو ناتج من نتائج هذه الرحلة الطويلة والتجارب المختلفة.

التسويق والإدارة وطريقة التعامل مع الزبائن وحتى المبرمجين الآخرين يكون شكلها مختلف، حيث إختلفت الطريقة لهذا العام من العام الذي يليه بطريقة ملحوظة، حيث أن أي تجربة تكون درس متكامل للتجربة التي تليها. فلا تستوي طريقة التعامل مع الزبون الأول مع الثاني حتى لو كان لنفس النظام والبرنامج.

من الأشياء التي تعملتها أيضاً هو إدارة الوقت بأمثل طريقة، فأحياناً يكون علي أن أقوم بعمل أكثر من مهمة أو حضور إجتماع مع جهات مختلفة أو حتى أن أقوم بتعديل مشكلة في برنامج، حيث زادت عدد المشروعات التي أعمل بها في نفس الوقت عن خمس مشاريع. لكن تعلمت أن أقوم بإعطاء الأولوية ومعرفة ماهي الأشياء التي لو أنجزتها من كل مشروع كفيلة بأن تجعلني مُنجز لمهامي وغير ملام وغير متأخر في هذا المشروع. أحياناً يطلب منك الزبون عمل فتقوم به في يوم واحد فقط فيكتفي به شهراً كاملاً دون أن يطلب منك شيء آخر، في هذه الأثناء تتفرغ لباقي المشاريع. يدخل أحياناً في قمة هذه الزحمة أن أحتاج لكتابة تدوينة، أو إضافة فقرة في كتاب أو إضافة ميزة جديدة في المشاريع المفتوحة المصدر التي أعمل في تطويرها. وأحيانا ً يحدث تكامل بين هذه المشاريع، فمثلاً كتاب يقود إلى تدوينة، وبرنامج مفتوح المصدر يُساعد في تطوير برامج تجارية،  وبرنامج حسابات يكون دعاية لبرنامج آخر وزبون آخر ليس له علاقة بالحسابات.

وبما أن أنعم الله علينا بعام كهذا به عدد من اﻹنجازات المهمة، نسأله تعالي أن يكون العام الذي يليه خيراً منه.

ونلقاكم في تقرير مثله في بداية العام القادم بإذن الله.

رأي واحد حول “التطور الطبيعي للمبرمج: العام الثاني

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s