المبرمج الحقيقي لا يحب الكتابة

السلام عليكم ورحمة اللهpapers

لاحظت من عدد من المبرمجين – خصوصاً المتميزين منهم- أنهم لا يحبون الكتابة، مثل كتابة بريد الكتروني، أو حتى توثيق البرامج التي قاموا بتطويرها. كذلك فإنهم لا يحبون الاجتماعات وكل اﻷنشطة التي يعتبرونها إدارية لا تخصهم، وأنها تعيقهم عن العمل، وأن تطوير البرامج وتجربتها وتشغيلها يأخذ كل الوقت، وهم يعتبرون أن هذا هو اﻵهم، أن يكون لديهم برنامج يعمل نهاية اليوم، أما ماعداه من أنشطة فهي تأخير لمثل هذه اﻹنجازات. لا أعرف بالضبط عن باقي التخصصات، لكن افترض أن لديها نفس الشبه.

اﻷنشطة اﻹدارية – رغم أهميتها- إلا أنها لا تستهوي الفنيين والمهندسين حديثي التخرج، لكن مع مرور الوقت والحاجة لأن يترقوا إلى مسؤولية إدارية أعلى ويصبحوا مسؤولين عن أفراد أحدث منهم، فإن الحاجة إلى الكتابة تزداد، ولا بد أن تتطور لديهم هذه المهارات كمهارة التواصل، واللغة. بعض المؤسسات تستعين بشخص تكون مهمته هي التوثيق لتلك البرامج، لترك المبرمج يأخذ حريته كاملة في كتابة الكود، لكن هذا يجعل منه مبرمجاً فقط طوال الوقت، ويمنعه من أن يصبح قائداً، فمن أهم سمات القائد هو قدرته على التواصل مع باقي الفريق والتعبير عن نفسه وعن إنجازات ذلك الفريق.

عدد كبير من المبرمجين ذوي الخبرة الطويلة لا نسمع عنهم، ليس لديهم مدونات، ليس لديهم كُتب، وليس لديهم أي نشاط يُذكر في الشبكات الاجتماعية، فمجرد ما بدأ المبرمج بالكتابة سوف يقل انتاجه البرمجي، خصوصاً إذا اصبحت الكتابة مهنة أو ضرورة مهنية في وضعه الوظيفي الحالي.

الكتابة والبرامج والتواصل هي من الأشياء المكملة لبعضها فلابد أن يكون هُناك توازن بينها وتختلف نسبتها حسب الوضع الوظيفي لأي فرد، فإذا بدأ المبرمج بالكتابة والتعبير عن نفسه وعن مشروعاته في وقت متأخر من حياته المهنية، فإن هذا سوف يجعله متأخراً عن باقي زملائه ويحتاج لوقت حتى يتقن مهارة الكتابة والتواصل.

الكاتب: أبو إياس

مهندس برمجيات

رأيان حول “المبرمج الحقيقي لا يحب الكتابة”

  1. العزيز المبجل أبواياس..السلام عليكم و رحمة الله..
    العبد لله من المتابعين لكتاباتك و دوماً ما أسعد و استمتع بقراءة ما يخطه كيبوردك، فلك مني كل الشكر و التقدير…
    فيما يلي القيادة، يقال أن 2% من الناس هم من يقودون الآخرين. هذه ال 2% فسرها طارق السويدان على أنهم القادة بالفطرة. أي الذين يولدون و لديهم الكثير من المهارات المطلوبة للقيادة التي من بينها التواصل كما ذكرت. هذه ال 2% تعني أيضاً أن عدد من يقودون يكون قليلاً جداً مقارنة بمن يقودونهم. و هذه القلة سببها في الأساس أن المجال بطبيعة الحال لا و لن يتسع للجميع حتى يصبحوا قادة و هذا يبرر توجه بعض المؤسسات لاتباع السلم الوظيفي شكل (Y) (Y Shaped career path) الذي يسمح لمن يرغب من الفنيين أن يترقوا في السلم الوظيفي مع استمرارهم في أداء المهام الفنية فقط دون أن تكون عليهم أعباء إدارية كثيرة.
    لذا فانا اتفق معك فدعوتك لامتلاك مهارة مثل الكتابة أو غيرها في مناسبة جدا لمن أراد أن يرتقي في سلم القيادة.

    تحياتي

  2. وعليكم السلام ورحمة الله يا عبد المجيد، ومرحباً بك دوماً في المدونة.
    معظم تدويناتي تكون هي رؤوس مواضيع وفي كثير من الأحيان استفيد من آراء المعلقين، فحبذا لو كلمتنا قليلاً عن تفاصيل السلم الوظيفي Y
    اعتقد أيضاً أن من يقرؤون – بما في ذلك المدونات- هم من لديهم رغبة في التغيير سواء لأنفسهم أو لمؤسساتهم التي يعملون فيها.

اترك رداً على عبدالمجيد إسماعيل إلغاء الرد