السلام عليكم ورحمة الله
تقبل الله منا ومنكم سائر اﻷعمال في هذا الشهر المبارك، ونسأل الله أن يُعيننا على إتمامه.
إتمام اﻷعمال من اﻷشياء المهمة، لا أدري هل هو مهارة أم التزام أخلاقي بإتمام أي عمل بدأناه، أم عادة، سواءً كان هذا العمل مشروع كبير أو صغير، أو عبادة، أو حتى رياضة وترفيه. وما دفعني لكتابة هذه المقالة أني لاحظت مؤخراً أني اصبحت أُصر على أكمال أي عمل حتى الترفيه. فقد لاحظت أني أُكمل مشاهدة اﻷفلام الوثائقية الطويلة في أيام، مثلاً أشاهد مابدأته ووجدت أني مستمتع به أو مستفيد منه لكن ليس لدي وقت، أشاهده في أوقات متفرقة قد تستمر لأيام، كأنه واجب علي. فسألت نفسي هل هذا إدمان أم عادة اكتسبتها أو تعودت عليها حسب الطريقة التي أعمل بها وأسير بها في حياتي العامة.
قبل عدة سنوات في عملي السابق كموظف، نُلت ترقية بعد إتمام برنامج صغير، مع أنه أخذ شهراً، فبعد نهايته وتسليمه للزبون وثناء الزبون على البرنامج أرسل لي المدير رسالة بالترقية، فرددت عليه أن هذا المشروع صغير وكان يُمكن أن يُنجز في يومين أو ثلاثة، لكن لم تكن متطلباته جاهزة لذلك أخذ كل هذا الوقت، أي أن حجمه أقل من شهر، فرد لي أن العبرة ليست في كبر أو صغر المشروع إنما العبرة في إتمام العمل، وقال لي أنه لاحظ إتصالي بزملائي ومتابعتهم إلى أن وفروا المطلوب، وتابعت جانب العميل إلى اكتمال توفركل احتياجات تشغيل البرنامج، ثم في مساء أحد اﻷيام اتصلت بالمدير نفسه أو أرسلت ليه رسالة بأن يُجرب البرنامج، حيث كان مخصصها لأرقام هواتف للدفع المؤجل وكان رقمي من نوع الدفع المقدم، إلى أن تأكدنا من نجاح عمل البرنامج. وأذكر أنه أرسل لي بيت شعر للاستشهاد بأهمية إتمام الأعمال مازلت أذكره إلى اﻵن:
ولم أرَ في عيوب الناس عيبًا كنقص القادرين على التمام