السلام عليكم

تابعت أمس وثائقي عن مشكلة نضوب المياه عن بعض المُدن وكان التركيز على مشكلة حدثت في عام 2018 لمدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا حيث شارفت على أن تُصبح أول مدينة تنضب فيها المياه، وهي تعتمد على مياه اﻷمطار التي تُخزن في سدود، حيث وصل مخزون المياه إلى نقطة حرجة أعلنوا فيها ما يُسمى باليوم صفر Day Zero وهو اليوم الذي سوف ينخفض فيه مخزون المياه إلى نقطة تجعلهم يغلقون تدفق المياه إلى المنازل ويستبدلوها بتوفير صنابير للمياه للعامة ليصطف الناس ليحصلوا على حصتهم منها، وكان هذا اليوم في شهر أبريل 2018. فطلبت الحكومة من الناس الترشيد في استخدام المياه إلى أقل نقطة ممكنة، حيث مُنع استخدام خراطيم المياه واستخدام المياه العذبة في ري الحدائق المنزلية وغسل السيارات، ومليء المسابح، وقد استجاب الناس لذلك الترشيد مما أدلى إلى تأخير اليوم صفر إلى شهر مايو، ثم إلى شهر يونيو، إلى أن هطلت أمطار غزيرة في شهر يونيو ووصل المخزون في السدود إلى نقطة أُلغي بسببها اليوم صفر وعاد الاستخدام للمياه بصورة طبيعية لكن مع الحث على الترشيد. هذا الوثائقي – رابطه في نهاية التدوينة- شدني إلى أن احضر عدد من التقارير المصورة اﻷخرى حول هذه المشكلة والقراءة عنها في ويكيبيديا في الرابط أعلاه، فقررت أن أكتب عنها اليوم. وموضوع المياه من المواضيع التي اهتم بها كثيراً، وحضرت عنها عدد من اﻷفلام الوثائقية.
توجد عدة مُدن وقرى مهددة بالجفاف حول العالم، خصوصاً التي تعتمد على مياه اﻷمطار أو المياه الجوفية والتي لا تتجدد بسهولة، حيث تتطلب ربما مئات السنين ليُعاد إمتلائها. الترشيد لاستخدام المياه يتطلب أن نعرف أولاً ماهي مصادر المياه التي نستخدمها في بلادنا ومدننا وقرانا، ثم نعرف ماهي اﻷنشطة التي تستهلك المياه العذبة بكميات كبيرة. فنجد في الوثائقي مثلاً معلومة أن أقل الاستهلاك هو ما يشربه الشخص والذي يُمثل حوالي أربع لترات في اليوم، ثم استخدام الماء للنظافة، ثم الصناعة والتي تستهلك أضعاف ما نشربه، حيث أن تكلفة كوب واحد من القهوة يُكلف في زراعته وصناعته حوالي 130 لتراً من الماء، وصناعة قميص قطني – تي شيرت- يُكلف 2500 لتراً، أما كيلو غرام من اللحم فهو يُكلف 15 ألف لتر من المياه العذبة.
قصة مدينة كيب تاون هذه يُمكن أن تحدث لأي مدينة من مدننا حيث توجد متغيرات كثيرة يمكن أن تحدث، منها تغير المناح والذي يؤثر على قلة اﻷمطار في بعض المناطق وزيادة الجفاف، ونضوب المياه الجوفية والتي تُستخدم في الزراعة وفي الصناعة بكثرة بصورة أسرع بكثير من إعادة إمتلائها، حتى اﻷنهار يمكن أن تقل مناسيبها، والمشكلة اﻷخرى هي الزيادة السكانية وتكدسها في مناطق معينة مما يزيد الضغط على مصادر المياه في تلك المنطقة. حتى مشاكل الكهرباء والطاقة يمكن أن تتسبب مباشرة في نضوب المياه التي تصل للمنازل، حيث يتطلب توفر المياه العذبة مقدار لا يُستهان به من الطاقة، خصوصاً المناطق التي تحتاج إلى تحلية مياه البحر فهي من أكثرها تكلفة.
من الجدير بالذكر أن مدينة كيب تاون لديها موقع لمتابعة مخزون المياه في السدود، يُحدّث مرتين في الاسبوع، وهذا شيء جيد لربط المواطنين بالوضع الحالي لمخزون المياه، وهو اﻵن في شهر مايو في تدني لمستوياته إلى 54% واﻷمطار عندهم في الشتاء وبما أنهم في الجزء الجنوبي من الكرة اﻷرضية فوقت الشتاء عندم صيف لدينا:
نحتاج إلى تغيير عاداتنا في استخدام المياه فقد نهانا الله عز وجل عن الإسراف، وقد تكلم الله عز وجل في أكثر من موضع في القرآن عن أهمية المياه وأنها من آياته فنحتاج أن نتدبر تلك اﻵيات:
وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴿٣٠﴾
أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ ﴿٦٨﴾ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ ﴿٦٩﴾ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ﴿٧٠﴾
والمُزن هو السحاب، وأجاجاً أي مالحاً
فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ ﴿٢٤﴾ أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا ﴿٢٥﴾ ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا ﴿٢٦﴾ فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا ﴿٢٧﴾ وَعِنَبًا وَقَضْبًا ﴿٢٨﴾ وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا ﴿٢٩﴾ وَحَدَائِقَ غُلْبًا ﴿٣٠﴾ وَفَاكِهَةً وَأَبًّا ﴿٣١﴾ مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ﴿٣٢﴾
وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ﴿٢٢﴾
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاءٍ مَّعِينٍ ﴿٣٠﴾
وأخيراً هذا هو الوثائقي الذي شاهدته أمس عن نضوب المياه:
مرحبا أستاذي معتز، حاولت التعليق على تدوينة إتمام الأعمال لكن بلا جدوى، تأكد من عدم وجود أخطاء إن كنت لم تغلق التعليقات فيها..
بخصوص إتمام الأعمال فهو خصلة جيدة لابد من توافرها في الجميع حتى لا تضيع الجهود سدى، لكن كما تعرف فالنفس أمارة بالسوء وقد تأمرنا بعدم الإكمال والإستمرار في أحيان كثيرة..
أما عن موضوع المياة، فنرجو من الله ألا يكون نقص المياة هو مصيبتنا الكبرى القادمة، طمني أستاذ معتز مدى المشكلة لديكم، أول مرة أسمع عن نضوب المياة في بعض المدن، هذه مشكلة السد، ربنا يبعد عنا شره..
بالمناسبة، أطلقت منصة جديدة، أحتاج رأيك فيها كمدير مشروعات، وكمبرمج وكخبير، فأنا كما تعرف مازلت في البدايات
الرابط:
http://www.nsi7a.com
نعم وجدت التعليقات مغلقة بالخطأ، اﻵن فتحتها.
موقع نصيحة يحتاج إلى تعريف بعد العنوان، و العنوان لابد أن يكون بخط أكبر من باقي القائمة الرئيسة