مقومات النجاح في المهنة، أو الهواية، أو المشروع

السلام عليكم ورحمة الله

شاهدت فيديو قبل قليل لتجديد آلة قديمة، فألهمني هذا الفيديو كتابة هذا الموضوع. لذلك أنصح بمشاهدته أولاً أو على اﻷقل جزء منه ثم نناقش و نتحدث عن ما رأيته في هذه المادة، والمطلوب أثناء المشاهدة اﻹجابة عن سؤال: ماذا يتطلب لنجاح تجديد هذه اﻵلة:

حسب قرائتي لإنجاز هذا المشروع وغيره من المشروعات والمهن وحتى الهوايات  – نعم الهوايات تحتاج لمقومات للنجاح-، بعد التوفيق من الله يتطلب سببين رئيسين:

  1. الرغبة
  2. اﻹمكانية

وهنا التفصيل لهذين المتطلبين:

1. الرغبة

وهي الدافع الذي يجعلنا نختار مهنة ما من آلاف المهن، مهنة نريد أن نقضي بها معظم حياتنا ووقتنا الثمين وعمرنا المحدود، هواية نريد أن نقضي معها أثمن ما تبقى من وقتنا في اليوم، أو مشروع نريد أن نقضي معه شهر أو عام. فإذا لم يوجد هذا الدافع إنهار أول المقومات والركائز للنجاح فيه. الرغبة هذه منبعها داخلي في الشخص، ويمكن يتم تحفيزها خارجياً بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، بأن ينصحنا شخص بمجال معين أو مشروع معين، أو يمكنك أن نرى شخص آخر يقوم بعمل ما فيكون بمثابة تحفيز لنا أن وبداية لتطور رغبة لنا أن تختار هذا المجال. يمكن أن تكون الرغبة في المرحلة اﻷولى أو تأتي في المرحلة الثانية، مثلاً شخص لديه رغبة في مجال معين ثم قام بالعمل فيه، أو العكس، ربما قام بالدخول في مجال أو عمل معين ثم وجد نفسه فيه وتحققت له الرغبة فيه، لكن ربما الطريقة الأولى هي أكثر مثالية من الثانية. لكن كذلك الطريقة الثانية يمكن أن تكون أفضل في بعض اﻷحيان في حال أن الشخص متردد ولم تكن لديه فرصة في البحث وإيجاد رغبة، كما يقول الله تعالى: فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّـهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا

2. اﻹمكانية

اﻹمكانية موضوع متشعب وله عدة ركائز فرعية يمكن أن نحصرها كلها أو معظمها في هذه النقاط:

2.1 الوقت: لا بد أن يكون لدينا وقت لإنجاز ذلك العمل، فإذا كان يتطلب شهر مثلاً لابد أن يتوفر لدينا ذلك الشهر بحيث نتفرغ فيه حسب ما يتطلبه تنفيذ المشروع، وإذا كان وظيفة فلابد أن نتفرغ للعمل في تلك الوظيفة، وإذا كانت هواية تتطلب ساعة في اليوم مثلاً فإذا أعطيتها نصف ساعة فسوف تكون النتائج غير كاملة. في الحقيقة عنصر الوقت مهم جداً، فهو يُمثل الشخص، يُمثل العمر، فإذا عملنا في مهنة خمسون عاماً مثلاً فنكون قد قضينا خمسون عاماً من عمرنا فيها، بل نحن تلك الخمسون عاماً، ما قبلها وما بعدها لا يضيف لك شيء ولا يمكن أن ننسبه لك، فقط ننسب لك وقتك الذي عشته. وكما قال الحسن البصري: يابن آدم إنما أنت أيام، كلما ذهب يوم ذهب بعضك.

التقليل من الوقت المخصص لهذا العمل يقلل من اﻹنجاز ويقلل من إحتمال النجاح، ويقلل من درجة النجاح، والعكس بالعكس، زيادة الوقت المخصص يكون سبباً لزيادة العمل وزايدة المجهود المبذول، وزيادة إحتمال ودرجة النجاح. إذا لم يكن لدينا وقت كافي فربما علينا أن نفكر في أن نضحي بعمل آخر يأخذ وقتنا الثمين، وإلا فيجب أن نفكر في مشروع أو عمل آخر يتطلب وقتاً أقل يتناسب مع ما يتوفر لدينا من الزمن.

2.2 اﻷدوات: وهي الأدوات المطلوبة للعمل، سواءً كانت أدوات حسّية إبتداءً بما يستخدمه العامل من أدوات بسيطة من مفكات وبراغي ومروراً بأجهزة أكثر تكلفة من الحواسيب، ومعامل صغيرة، وإنتهاءً بمصانع . لابد أن تتوفر لدينا اﻷدوات الكافية والمناسبة لإنجاز العمل، سواءً قمنا بتوفيرها ذاتياً أو أنها متوفرة في مكان العمل الذي نعمل فيه، لا يهم الملكية لمن، المهم أنها متوفرة بصورة دائمة متى نحتاج إليها نجدها لإنجاز العمل. بعض الهوايات تتطلب أدوات ذات إمكانات عالية مثل التصويرالفوتوغرافي، فكلما كانت لدينا كاميرا ذات إمكانيات أعلى كلما كانت النتيجة أفضل.

2.3 المعرفة: لابد أن تكون لدينا المعرفة بالشيء الذي نتخصص فيه أو لدينا رغبة في إنجازه، سواءً كانت معرفة نظرية أو عملية، وهي معرفة شاملة بالعمل باستخدام اﻷدوات بكيفية البداية، و بكيفية تخطي العقبات الفنية. أحياناً المعرفة تتطلب دراسة طويلة، مثل تعلم البرمجة ولغاتها وأدواتها ومفاهيم تطوير البرامج، وأحياناً تتطلب وقت قليل مثل التصوير واستخدام الكاميرا . المعرفة تتدرج مع الشخص قبل الشروع في العمل، ثم بعد البداية فيه، ثم تستمر مع استمارره في ذلك العمل، وعليه أن يتقدم في المعرفة بطريقة تجعله يستطيع مجاراة أقرانه وما يتطلبه النجاح في تلك الوظيفة، فلا يُمكن أن تكون لدينا معرفة مكتسبة في شهر واحد فقط ونريد أن نعمل بها في مجال يتطلب أعواماً لتحصيل تلك المعرفة. الخبرة هي معرفة متراكمة، لذلك لم أفرد لها نقطة منفصلة.

  2.4 الميزانية المالية: نعم نحتاج لميزانية مالية لإنجاز أي عمل، وتبدأ الحاجة إليها مع بداية العمل، حتى الهواية تحتاج إلى أموال لتوفير اﻷدوات المناسبة وزيادة اكتساب المعرفة، من تعلم و توفير سبله مثل اﻹنترنت والكتب وأجهزة وأدوات.

لابد من وجود تغطية مالية كافية لما نصرفه من وقت، فنحن نحتاج إلى مصروفات شخصية، وأن نصرف على من نعول، فإذا لم تتوفر لنا هذه الميزانية فسوف ننشغل بتلك المصروفات ولن نستطيع الاستمرار أو البداية في ذلك العمل، حتى الهواية لا نستطيع قضاء وقت بها إذا لم يكن لدينا دخل يكفي متطلباتنا الشخصية. وفي كثير من اﻷحيان نجد أن العمل هو من يوفر لنا تلك المصروفات، ولابد أن يكون كافي حتى لا يؤثر ذلك على اﻹنجاز، لكن لا يكون الهدف من ذلك العمل فقط هو تغطية تلك المنصرفات، وإلا لم تكن هُناك فائدة من هذا العمل، فإذا عملت عملاً فائدته هي أن تستطيع أن تصرف على نفسك فقط، فإذاً أنت تعيش حتى تعمل لنفسك فقط، فإذاً أنت لا تضيف شيئاً للعالم. أقصد أن يكون الهدف هو إضافة شيء والمساهمة في عمل يستفيد منه الناس والكسب المادي منه إنما هو ناتج ثانوي فائدته تمويلك بما يكفي للمواصلة في تقديم هذا العمل أو الخدمة للبشرية.

هذا ما استحضرته إلى اﻵن، إذا كان هُناك شيء نسيته وترون أنه مهم، يمكننا مناقشته أو إضافته للنقاط السابقة

الكاتب: أبو إياس

مهندس برمجيات

8 رأي حول “مقومات النجاح في المهنة، أو الهواية، أو المشروع”

  1. لدي سؤالين في الفيديو أتمنى تكون لديك إجابتهم:
    1- مسدس الكمبروسر المستخدم هل هو لرش الدهان أم لإزالة الصدأ!! (بداية من الدقيقة 5:30)
    2- الغرفة في الدقيقة (8:18) ما هى وظيفتها تحديداً؟

    1. قل لي ما هو رأيك أنت، لأني أيضاً تساءلت نفس ألأسالة
      وأكثر ما أجبني هو هذا الجزء الذي يبدأ في الدقيقة 1:36 عندما إنقطع المسمار وقام بلحم صامولة به لإخراجه، عندها قررت أن أكتب الموضوع

      1. صراحة الفيديو كله غريب وأشياء أراها لأول مرة
        حتى طريقة اللحام التي تتحدث عنها أنا لا أعلم كيف فعلها، المسمار لم يتبقى منه شئ بارز، فكيف تم لحام الرأس المنفصلة به دون باقي الأجزاء!!

  2. أنا لست متخصص في مجال الصيانة، إنما استشهدت بالفيديو للكلام عن العناصر التي تكوّن النجاح، أي من ناحية إدارية وليس فنية.
    لكن سوف أحاول اﻹجابة على كل حال.
    مسدس الكمبروسير اعتقد أنه لإزالة الصدأ والدهان القديم، لأنه يستخدمه قريب جداً من القطعة، ولو كان لرش دهان لما احتاج كل هذا القرب وسوف يقوم بتعليقه بدلاً من مسكه بيده اليسار، وسوف يُصاحبه رذاذ للدهان.
    الغرفة في الدقيقة 8 يظهر أنها فرن لتثبيت الدهان على المعدن

اترك رداً على blogger man إلغاء الرد