السلام عليكم
بمناسبة بداية الانقلاب الربيعي الذي حدث قبل إسبوعين تقريباً في نهاية مارس (20 مارس)، أحببت أن أتكلم عن أحد النباتات التي تُزرع في الربيع وتُزهر في الصيف، وهو نبات القنا، أو زنبق القنا Canna، ويُمسى بالموز الكاذب في بعض البلدان، ووطنه اﻷصلي هو الجزء الاستوائي من أمريكا، أي أنه أُكتشف بعد اكتشاف أمريكا، وهذه من اﻷشياء الجميلة في استكشاف المناطق الجديدة. وهو نبات له مظهر استوائي ينبت في المناطق الاستوائية والمدارية ولا يتحمل الشتاء البارد. ويتكاثر تكاثر خضري بالعُقد الجذرية التي تخرج منها خلفات بالقرب من النبتة اﻷم، ويمكن تكاثرها باستخراج هذه العُقد وزرعها أو انتظارها حتى تنبت منها خلفات لفصلها من النبتة اﻷم ثم زرعها في مكان آخر.
نبات زنبق القنا له أنواع كثيرة تختلف ألوانها وألوان وورودها وأشكالها وطولها. هو نبات سهل الزراعة يحتاج إلى سقاية دائمة بالماء، وفي فصل الشتاء تحترق أوراقه لكن لا تموت النتبة إلى أن يأتي الربيع فيخضر مرة أخرى.
كُنت دائماً أتسائل وأتفكر ماهي فائدة نباتات الزينة، مع أنها موطنها هي بيئات طبيعية مثل الغابات والسهول قبل أن يزرعها اﻹنسان في أماكن سكنه وفي المُدن، وهي ما زالت موجودة في بيئاتها الطبيعية، وكانت الإجابة والفائدة التي أفكر فيها هي أهميتها في دورة البيئة من امتصاص لثاني أكسيد الكربون، والكائنات التي تستفيد منها بالغذاء أو المأوى، والفائدة الثانية هي أن بعضها يُستخرج منها أدوية أو مواد تُستخدم في صناعات مختلفة، وحتى التي لم يُستفاد منها في صناعة اﻷدوية مثلاً فيمكن أن يأتي عليها وقت يكتشف منها دواء، لذلك كان واجبنا أن نُحافظ عليها حتى تستمر للجيل الذي يستفيد منها. ثم فائدة أخرى قرأتها مؤخراً أن لها أثر إيجابي في إثمار الأشجار المثمرة، وذلك لأنها تتغذى عليها الحشرات والنحل في الوقت الذي لا تُثمر فيه الأشجار المُثمرة، فيجد النحل بديل طوال العام في هذه النباتات إلى أن تُثمر اﻷشجار التي يستفيد اﻹنسان بثمارها. ثم مؤخراً تفكرت في قول الله تعلى في بداية سورة النحل: وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ ﴿٦﴾ ومع أن الآية قصد الله بها اﻷنعام، إلا أنها إشارة من الله لأن الجمال في الطبيعة والمخلوقات هو جزء مقصود لهدف أن يستمتع بها اﻹنسان. وكذلك قول الله تعالى في سورة البقرة: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا، وقوله تعالى في بداية سورة الكهف:إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴿٧﴾ فهي تعني أن الله خلق لنا ما في اﻷرض جميعاً لفائدة اﻹنسان، ومع أن معظم آيات القرآن نقرأها ونسمعها كثيراً، لكن يأتي وقت نتفكر فيها فتكون كأننا أول مرة نسمعها وأول مرة نعيها، لذلك أمرنا الله بتدبر القرآن والتفكر فيه، حيث قال في سورة النحل: وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿٤٤﴾، وقال الله تعالى في سورة الحشر: لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿٢١﴾، وقال تعالي في سورة ص: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٢٩﴾ وفي سورة محمد: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴿٢٤﴾ فنسأل الله تعالي أن يجعلنا ممن يتدبر آياته ويعتبر، ويتفكر في مخلوقاته ويشكر الله.
وأخيراً هذه بعض صور نبات القنا الذي زرعته والتقط له صور خلال أكثر من عام:



















هذا نبات جميل جدًا. شكرا لك على هذه التدوينة والمعلومات التي لم أكن أعرفها.
نبات جميل فعلا ! النباتات الإستوائية و المدارية أزهارها جميلة و زاهية الألوان، تتنافس في جذب انتباه الملقحات من حشرات و حيوانلات أخرى.