التطور الطبيعي للمبرمج: العام السابع

السلام عليكم ورحمة الله وربركاتهprogramming.

طرحت تساؤل عام 2011 عن ما هو التطور الطبيعي للمبرمج خلال مسيرة حياته المهنية. واعتدت أن اجاوب عليه نهاية كل عام حسب تجربتي الشخصية كمبرمج بناءً على ما تحولت عليه مسيرتي.

في عام 2017 لم اتوقف عن البرمجة وتطوير البرامج، لكن قلّت كثيراً مقارنة بالأعوام السابقة لها، بحيث لم أقم بالمشاركة في كتابة أي مشروع جديد، لكن بالطبع شاركت في تحليل ووضع المعمارية لكل نظام جديد. لكن بالنسبة لكتابة الكود فقط اكتفيت بما لدي من مشروعات آتية من أعوام سابقة ما زلت أقوم بدعمها وتطويرها حتى تظل تعمل وعمل إضافات بسيطة حسب طلب الزبائن أو متغيرات بيئة التشغيل، وكان هذا قد أخذ مني حيز كبيرفي البرمجة، أي المشاريع القديمة، وخصوصاً البرامج التي عملت عليها وحدي.

تعلمت لغة Golang في هذا العام، وقد كتبت بها عدد من البرامج الصغيرة وكذلك قمت بتحويل بعض برامج جافا إلى لغة قو بسبب خفتها في استخدام الذاكرة والمعالج، وكانت النتيجة جيدة جداً، وقد اعادني تعلمي هذه اللغة – بفضل الله – لأيام الشباب، وكانت تجربة ممتعة وزادت ارتباطي بالبرمجة. فزادت لغات البرمجة التي اكتب بها البرامج إلى ثلاث: أوبجكت باسكال، و جافا، ولغة قو، واحياناً استخدمها الثلاث في يوم واحد وفي جلسة واحدة دون أن اخلط بينها. في الحقيقة نحن في كثير من اﻷحيان نقلل من قدراتنا  مما هي عليه، فإجادة أكثر من لغة والعمل عليها جميعها يمكن أن نراها أمراً مستحيلاً ، لكن يزول ذلك الحاجز عندما نقوم بالتجربة.

كان النصيب الأكبر هو للإدارة، حيث اصبحت هي مسماي الوظيفتي وهي اﻷولوية لي في العمل. فيبدأ يوم العمل بقراءة البريد وإرسال آخر، ومتابعة المشروعات، من الصباح إلى وقت متأخر من الليل وحتى أيام اﻹجازة، حيث بفضل الله حدث لنا توسع في الزبائن والمشروعات، والعمل مع شركات اﻹتصالات يتطلب توفر تلك اﻷنظمة للعمل والدعم الفني عليها بنسبة 100% طوال الوقت.

كان هناك أيضاً نصيب للتسويق، حيث قمت بعمل عدد من العروض للبرامج التي لدينا أو عن المشروعات التي يمكننا تنفيذها، وشاركنا في عطاءات وفزنا ببعضها. لكن بسبب قلة المبرمجين فلم اجتهد كثيراً في هذا الجانب لعدم مقدرتنا لتنفيذ مشروعات أكثر من طاقتنا.

ضبط جودة البرامج كان له نصيب كبير بسبب زيادة تعقيدات المشروعات واستخدامها لأكثر من زبون، فكان لابد أن يتم تصميمها بصورة جيدة، وقد عملت بحث عن مباديء البرمجة الصحيحة  في هذا العام وختمته بكتابة كتاب (نحو مباديء برمجية صحيحة)

تنمية مهارات أفراد الفريق الذي يعمل معنا كانت من اﻷولويات في كل اﻷعوام، أما العام الماضي فكانت اﻷهمية أكبر وذلك لزيادة المسؤولية في أي مشروع لأي مبرمج ولفائدتهم الشخصية وبناء سيرة مهنية جيدة  لهم. فبدأنا العام برحلة ترفيهية وثقافية وتعليمية إلى مدينة بورتسودان حضرنا بها بعض المحاضرات التي قمت بتحميلها مسبقاً من اليوتبوب عن اﻹبداع  وقد قمنا بتلخيصها ونقاشها.،

حضرت عدد من المناقشات لمشروعات التخرج في الجامعة وذلك لاختيار عدد من المبرمجين حتى يعملوا معنا. واصبحت هذه مهمة جديدة بالنسبة لي وقد أخذت حيزاً لا يُستهان به، وهي البحث عن مبرمجين جدد، واختبارهم، ثم تدريبهم للعمل معنا.

هناك مهارات اخرى اكسبتها مثل صياغة العقود ، إدارة الحسابات المالية، محاسبة التكاليف، وزيادة مهارة اﻹتصالات والتواصل . هذا باﻹضافة إلى تطوير المهارات الفنية والتي هي جزء أصيل من عملي وهو التصميم الداخلي للبرامج والمعمارية، والتي اصبحت مستشاراً بها لكل مشروعاتنا، بالنسبة لباقي فريق العمل..

بالنسبة لبقية الفريق من المبرمجين الجدد والقدامى فاصبح لديهم خبرات إدارية متفاوتة حسب المشروعات التي يعملون بها والزبائن الذين يعملون معهم. ويتم مشاركة المعلومات اﻹدارية والفنية للإستفادة منها ومناقشتها بكل شفافية مع كل أفراد الفريق في مناسبات مختلفة، وقد لاحظت استجابة كبيرة لزيادة تلك المهارات اﻹدارية والفنية لكن بتفاوت حسب شخصية الفرد وعزيمته على التعلم والتغيير واﻹكتساب.

العام الحالي، والذي مضى منه أكثر من شهر، انوي استثماره – بإذن الله – في البحث عن المبرمجين المتميزين واختبارهم ثم تدريبهم بطريقة دقيقة وصحيحة ليتمكنوا من الوصول إلى مرحلة يعتمد عليها في وقت وجيز.،

الكاتب: أبو إياس

مهندس برمجيات

8 رأي حول “التطور الطبيعي للمبرمج: العام السابع”

  1. نحن في السودان، واعتقد أنك من مصر.
    قبل فترة فتحنا وظائف لمبرمجي جافا وقد تقدم لنا عدد كبير من المبرمجين جاري اﻵن الإختيار منهم.

  2. اخي الفاضل متعك الله بالعافية. نتمنى لو تحدثنا عن تجربتك مع لغة قو.

  3. في الحقيقة تجربتي لم تكتمل بعد مع لغة قو، مازلت أفضل لغة جافا في بعض البرامج ولغة قو في البرامج اﻷخرى.
    لكن أنوي هذا العام استخدامها اكثر بإذن الله وربما يكون لي معها تدوينة مفصلة إذا وجدت وقت ونجحت في استخدامها.

أضف تعليق