التحول من الويب العميق إلى الويب المفهرس للمحتوى العربي

السلام عليكم ورحمة الله

قرأت موضوع للأخ سعيد البوسعيدي عن المحتوى العربي، وقد وجدت رابطه في مدونة اﻷخ يونس بن عمارة، وعلقت عليه في مدونة يونس أن أحد المشاكل في نقص المحتوى هي الشبكات الاجتماعية، إذ تشغل الناس بكتابة محتوى لا يصل إلى الناس بدلاً من كتابتها في منصة مناسبة للحفاظ على المحتوى أطول مدة ممكنة. وقد طلب مني أن أتكلم عن أحد الحلول وهو تشجيع الناس إلى إعادة توجيه محتواهم من الشبكات الاجتماعية إلى منصات محتوى يمكن حسابه ضمن المحتوى العربي.

المحتوى المكتوب في الشبكات الاجتماعية يمكن تصنفيه ضمن المحتوى العميق أو الويب العميق أو المحتوى غير المفهرس وهو أن تكتب موضوعاً أو رسالة أو تعليق ضمن شبكة محصورة الوصول إلى أشخاص معينين، مثلاً أصدقاء، فمثل هذا المحتوى لا يصل إلى محركات البحث، لذلك لا يمكن عده ضمن المحتوى العالمي حسب لغته، ونحن اﻵن نتكلم عن النقص في المحتوى العربي. البديل لذلك هو الكتابة في منصات مفهرسة أو منصات تسمح لمحركات البحث بفهرستها، مثل المدونات والويكيبيديا و كتابة كُتب وحتى المحتوى المُشاهد وغيرها مما تسمح بعمل روابط يمكن الوصول إليها مباشرة دون طلب اسم دخول لتلك المنصة أو دفع مبلغ مالي أو اشتراك للوصول لذلك المحتوى.

لكن قبل هذه الخطوة وحث الناس على كتابة مقالاتهم ومحتوياتهم في الويب المفهرس وترك الكتابة في الويب العميق، لابد أن يلتزم أصحاب المحتوى هؤلاء بالنهج المختلف للمحتوى المفهرس، مثل الكتابة بالفصحى واصطحاب المصادر. حتى أصحاب المدونات ومن يكتبون مسبقاً في منصات مفهرسة مثل أصحاب المدونات لا نستطيع أن نقول أن كل ما يكتبوه هو محتوى محسوب كإضافة للمحتوى العربي، حيث أن كتابة مادة أو مقالة واحدة يمكن أن تكون مكلفة إذا كان الهدف منها زيادة المحتوى، مثل توثيق مدينة أو قرية لتكون هذه المقالة مرجع ذو فائدة لمن ينوي السفر أو حتى مجرد التعرف على تلك القرية أو المدينة. في رأيي أن كتابة مقالة واحدة في منصة مفهرسة تزيد في المحتوى العربي أفضل من كتابة مائة مقالة أو موضوع في منصة من المنصات الاجتماعية، وذلك لإمكانية الوصول إلى المقالة اﻷولى لعدد أكبر من الناس، ولضمان توفرها لفترة زمنية أطول.

تبقى المشكلة هي كيف نقيس المحتوى العربي ونقيس كفايته، للأسف معظم القياس معتمد على العد، مثلاً مليون مقالة في ويكيبيديا، بغض النظر عن جودتها، ومع أن هذا مؤشر ومقياس سهل ويمكن وضع هدف كتابة مائة ألف مقالة جديدة هذا العام مثلاً، لكن في رأيي أن المقياس اﻷصح هو كفاية المحتوى، أي الهدف أن يكون المحتوى كافي لمن يريد أي معلومة، مثلاً مقالة أو اثنتان كافيتان في موضوع معين يمكن أن يغني عن كتابة مئات المقالات عن نفس الموضوع، لكن لا بأس أن يكتب كل شخص بزاوية مختلفة، مثلاً شخص يكتب مقالة عن نهر النيل بتعريف جغرافي، وآخر بصبغة سياسية، وآخر من ناحية بيئية، وهكذا، المهم أن تكون تلك المقالات كافية، بل تكون مرجعاً وبذرة لكتابة مقالات أُخرى، مثلاً من يُريد كتابة موضوع جديد عن نهر النيل من وجهة نظهر زراعية، فهو يحتاج إلى المقالة الجغرافية والمقالة البيئية كمرجع حتى يكتب مقالته الزراعية هذه.

أصحاب المدونات ذات الطابع الإخباري أو سرد اﻷفكار يمكنهم بين الفينة واﻷخرى أن يكتبوا موضوع في مدوناتهم هذه للمحتوى العربي، وذلك بعد البحث في موضوع معين وقراءة مصادر للتثبت من المعلومات ثم صياغة محتوى جديد يجده من يبحث في المستقبل عن هذا الموضوع.

هذه فكرة و خطوة أولى لتشجيع الناس للتحول من المحتوى العميق إلى المفهرس، القصد في هذه المقالة تعريف الناس بالفرق بين المنصتين، ونحتاج لخطوات قادمة لتنفيذ فكرة التحول هذه ولو جزئياً، فهل يمكن أن تنجح هذه الفكرة وتتحول إلى مبادرة في يوم ما!

الكاتب: أبو إياس

مهندس برمجيات

9 رأي حول “التحول من الويب العميق إلى الويب المفهرس للمحتوى العربي”

  1. موضوع مهم، وسأعتبره مرجع لفهم الطريقة لإثراء المحتوى العربي

    بارك الله فيك

  2. تقصد التدوين المفهرس و المقالات غير المفهرسة، باختصار الوردبريس و الفيسبوك؟

    طيب فسر لي انتقالي من التدوين في الوردبريس إلى الثرثرة في الفيسبوك؟

    تفسيرك سوف يساعدك في ايجاد حل لاجتذاب المدونين من المفهرسة و العامية إلى التدوين.

          1. بالاضافة للاسباب التقنية وهي، حجب الوردبريس عن سوريا، يعني صعوبة الوصول اليه من اهل منطقتي، الا من خلال ال VPN
            و سبب انقطاع الكهرباء الطويل، كتابة المقالات تحتاج للجلوس خلف الحاسب بركونة لفترة طويلة، للكتابة و الوقت الاطول للتنقيح القصصي و النحوي، حاولت استخدام ال Tablet او الجوال، لوحات المفاتيح تلك لا تساعد بالمرة على هذا الامر، فقمت في فترة انقطاع الكهرباء بالثرثرة على التويتر و الفيسبوك فيما بعد، و عند وجود الكهرباء بالعمل على المشاريع،
            من يجدني Online معناها اني لا اعمل حاليا، و حاليا لا اعمل بسبب الحرارة، دماغي ذائب من شدة الوهج الحراري 🙂

            مازلنا تركت التويتر لانه لم يعد يريد ان يعمل على التابلت فهو يحتاج مني جهاز متطور اكثر، غريب الامر في تدوين مصغر كان يعمل على SMS سابقاً، بالاضافة انه لا يذكر سوريا من ضمن قوائم الدول التي لديه، على عكس الفيسبوك الذي يعمل بمرونة اكبر و لا يوجد عنصرية تجاه الفقراء امثالي ممن لا يمتلكون احدث الاجهزة الجوالة، ربما التويتر في المستقبل سيتطلب سيارة ايضاً لكي تستطيع ان تنشر تدوينات مصغرة.

            فعليا، الفيسبوك يصلك بشريحة كبيرة من الناس، على عكس الوردبريس و مواقع التدوين المفهرس، سهل الاستعمال اكثر، سهل الاشتراك بصفحات تقنية تتحدث عن العلوم و الرياضيات و المحاسبة و البرمجة، و كل ذلك في نفس التطبيق، عالم مناسب جدا للثرثرة و الثقافة.

  3. اعتقد كلمة الويب العميق بعيدة عن محتوى المقال، الويب العميق هي نوع من البروتوكولات الشبكية لتجاوز الحجب المنظم.

أضف تعليق