السلام عليكم ورحمة الله
عكفت في الفترة السابقة للتصحيح اللغوي للكتب التي كتبتها سابقاً، بعد أن عرفت أن هُناك أخطاء لغوية شائعة ظهرت حديثاً، بعضها تم نقله حرفياً، عفواّ الصحيح أن نقول نُقل حرفياً من اللغة اﻹنجليزية. ومن أشهرها الفعل المُساعد مثل أن نقول: تم إغلاق الباب، فهي مترجمة حرفياً من جملة:
door has been closed
لكن في اللغة العربية لا نحتاج للفعل المساعد Has been إنما نبني للمجهول في هذه الحالة بأن نقول: أُغلق الباب.
كذلك كانت عبارة نقوم بفعل كذا، وجدت أني استخدمتها كثيراً في الكُتب، فبدلاً منها نقول: نفعل كذا، فاللغة العربية لغة مختصرة لا تحتاج للتطويل.
من الأشياء الأخرى التي عدلتها هي حذف كلمة (أيضاً) لأني تذكرت في المرحلة الثانوية أو المتوسطة قال لنا أحد أساتذة اللغة العربية أن العرب كانوا لا يحبذون استخدام كلمة أيضاً في الشعر، وقد وجدت أنها غير مستخدمة في القرآن، فعوضتها بكلمة (كذلك) وأحياناً أحذفها فقط.
وهذه صفحة بها بعض اﻷخطاء الشائعة التي ظهرت في المحتوى الحديث للغة العربية:
http://www.diwanalarab.com/spip.php?page=article&id_article=10350
اللغة الصحيحة التي نستخدمها في المحتوى مهمة جداً، ليس فقط في إيصال المعلومات بصورة صحيحة، إنما يزيد على ذلك أننا نُعلّم جيلاً بهذه اللغة نفسها، فإذا كانت اللغة المستخدمة ركيكة وغير فصيحة فإن ذلك ينتقل إلى المتلقي وتُصبح لديه قواعد جديدة دخيلة على هذه اللغة. لذلك فأنا أصر على عدم التعجل في تقديم المحتوى – كما كتبت في موضوع سابق-، خصوصاً لصغار السن، هم يحتاجون أن يتعلموا أولاً التخصص الذي يُريدون الكتابة عنه، ثم هم محتاجين إلى تعلم وسيلة تقديم المحتوى المتمثلة في تقنيات الاتصال والتواصل واللغة واﻹسلوب الذي يخاطبون به من يتلقى عنهم.
كتابة كتاب لا تنتهي بنشره، فلابد بين الفينة واﻷخرى مراجعة المحتوى وتصحيحها بناءً على أخطأء يكتشفها الكاتب، أو تغييرات طرأت على التخصص، أو تحسينات وأفضليات رآها الكاتب، وهي لا تنتهي، لذلك فإن كتابة كتاب تصبح مسؤلية لصاحبها، فإذا لم يقم بها على وجهها فإن الاستفادة تقل من ذلك المحتوى و حينها لا بد من وجود بديل أفضل وأحدث يُمثّل معلومات أكثر دقة ولغة أكثر سلامة.
رأي واحد حول “إقحام الفعل المساعد في اللغة العربية”