نتوقف للتغيير

السلام عليكم ورحمة الله

لفت انتباهي مواضيع من عدد من زملائنا في التدوين أنهم بادروا بالتغيير من هذا الروتين بتخصيص شهر أو اسبوع لفعل شيء ما، مثل اﻷخ عبدالله المهيري عندما جعل شهر فبراير خاصاً بالتبسيط، ثم اتخذ هذا الاسبوع للإنقطاع عن الشبكة. ثم اﻷخت أسماء عزمت على بداية حمية وتغيير في شهر مارس، واﻷخ طارق الموصللي بادر بتغيير كبير بتقديم استقالته من وظيفته، وتذكرت الأخ وليد صاحب مدونة صفحات مبعثرة، فهو تصلح معه هذه المشروعات، أتمنى أن يكون بخير في هذا الانقطاع، كانت لديه تجربة في اكتساب العادات.

فكرت أمس بسبب كل هذه المحفزات واﻷفكار التي سبقنا اﻷخوة أن أفعل مثلهم وأتخذ شهر أو حتى اسبوع للتغيير أو لتنفيذ شيء جديد، لكن قبل ذلك فكرت أن يكون عمل جماعي، فنحن – معشر المدونيين- لا نحب الانفراد باﻷفكار وحدنا، إنما نُريد أن يُشاركنا كل الناس إذا وجدنا فكرة فيها خير، لذلك عزمت على كتابة هذه المقالة، مع أني معتاد على كتابة المقالات في أيام إجازة الاسبوع، وكان يوم الخميس هذا من أزحم أيامي للعمل، لكني رأيت أن هذا الموضوع هو نقطة توقف لإعادة ترتيب نفسي، فهي لا تقل عن أي عمل مهم أقوم به. وكان اختيار يوم الخميس وهو آخر يوم في الاسبوع قبل الاجازة أن تكون فترة إجازة الإسبوع هذه فترة للتفكير لإيجاد مشروع أو هدف أو تجربة ننفذها ونلتزم بها في هذا الشهر.

الفكرة أن نكسر الرتابة في حياتنا، ونتوقف قليلاً وننظر للخارج لنرى ماذا يوجد في هذا العالم من احتمالات وماذا يوجد في هذا الفضاء من أمكنة لا نعرفها، ووظائف لم نمر عليها، وأنشطة ربما نراها لكن لم نُفكر أن نكون نحن من يمارسها. فإذا كسرنا هذا الحاجز واخترنا مشروع أو هدف يمكننا تحقيقه، فيمكن أن يُحدث تغيير كبير في حياتنا، ويمكن أن يقود إلى تغييرات أخرى أكبر منها، من ترك لعادات واكتساب عادات. لذلك نُريد الحرص على اختيار الهدف، شيء يجلب تغيير إيجابي أكبر منه، وتغيير إستراتيجي في حياتنا أو يؤثر على حياة غيرنا.

بالنسبة لي لم اختر بعد، لكن توجد لدي كثير من اﻷشياء التي تحتاج تقويم سواءً في العمل أو في البيت، أو حتى في صحتي، حيث أصبحت أُهمل صحتي بدرجة كبيرة بسبب انغماسي في وتيرة العمل والحياة المتسارعة هذه.

يمكننا أن نكتب ما عزمنا عليه من خطة لإسبوع أو لشهر ثم نشرع بها، أو نشرع بها أولاً ثم نكتب عن التجربة ليستفيد منها غيرنا، أو يمكننا أن لا نكتب عنها من الأساس، لكن المهم هو الفعل، نحن نُريد أن يكون للتدوين والمدونات وهذه المشاركات وهذه اﻷفكار المبادرات أن يكون لها عظيم اﻷثر في حياتنا، ليس مجرد كلام نقرأه أو نكتبه، إنما شيء ملموس على الواقع نفعله. نُريد أن تكون هذه التجربة التي خضناها في اسبوع أو شهر من أبرز محطات هذا العام، ونكتب عنها في إنجازاته وبداية صغيرة لتغيير كبير.

ما رأيكم في هذه المبادرة التي سبقنا بها كثير من الأخوة، لكني أردت أن أجعل لها طابعاً رسمياً والتزاماً من القُراء والكُتّاب. ولا ننسى الاستعانة بالله والاستخارة قبل الخوض في تجربة أو تغيير مهم في حياتنا، فهو وحده من يهدينا إلى خير السبل وإلى ما هو صالحنا.

الكاتب: أبو إياس

مهندس برمجيات

5 رأي حول “نتوقف للتغيير”

  1. فكرة جميلة كعادة أفكارك بسيطة و ملهمة.. إن شاء الله سأنضم إلى القافلة.. هناك الكثير من الأمور التي أنتظر تمامها كي أنشرها كتجارب مصغرة.. و أظن أنها ستضاف إلى اقتراحك ان شاء الله..

  2. السلام عليكم ورحمة الله
    قمت بكثير من المحاولات للتغيير كلل بعضها والحمد لله بالنجاح، ومنيت بالفشل في محاولات أخرى، بفضل انفطاعي عن شبكات التواصل لما يقرب من العام تمكنت من إنجاز العديد من الأعمال، في الحقيقة يجب أن تكون بعض الخطوات مدروسة جيدا، حينما كنت أعزبا أقدمت على الاستقالة من وظيفتي كمهندس ثلاث مرات، الآن لا أجرؤ على فعل مماثل فأنا متزوج ولدي مسؤوليات أسرية تجعلني أتردد عن التفكير في الاستقالة على الرغم من كل مشاكل العمل، شكرا لك أخي العزيز أبو إياس على أفكارك الإبداعية البناءة

    1. وعليكم السلام ورحمة الله
      الانقطاع أو التقليل من الشبكات الاجتماعية نقطة تحول مهمة جداً ومُكسبة للوقت
      بالنسبة لتقديم الاستقالة بعد الزواج فقد قدمت استقالتي أربع مرات بعد أن تزوجت، حيث أحياناً تعين اﻷسرة على مثل هذه القرارات الشجاعة والرزق عند الله، حيث يزيد الرزق بعد الزواج واﻹنجاب

أضف تعليق